د. موفق طيب

قبل البدء بالأجابة عن ماهي حساسية الطعام, عليك معرفة الآتي:

ماهي أمراض الطعام؟

  • تنقسم الأمراض التي لها علاقة بالطعام لقسمين رئيسيين هما:

    1. حساسية الطعام Food Allergy حيث تظهر الاعراض مباشرة بعد تناول الطعام المسبب
    2. عدم تحمل الطعام Food Intolerance حيث تظهر الاعراض بعد عدة ايام

مالفرق بين حساسية الطعام, وعدم تحمل الطعام؟

أولاً حساسية الطعام Food Allergy:

  • ظهور أعراض الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء والمغص في البطن مباشرة بعد تناول وجبة الطعام
  • بالإضافة إلي ظهور حكة وعطاس وانسداد في الأنف واحمرار في الجلد وأرتكاريا والودمة الوعائية

ثانياً عدم تحمل الطعام Food Intolerance:

  • وهو مرض لا علاقة له بالحساسية ولا ينتج عن أمراض الحساسية.
  • ولا تظهر فيه الأعراض مباشرة بعد تناول الطعام
  • وتنتج عن وجود مشكلة في الطعام نفسه كوجود مواد كيميائية فيه تهيج الجهاز الهضمي

ماهي أسباب عدم تحمل الطعام؟

  1. تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على بعض المواد التي تهيج الجهاز الهضمي مثل:
  • الأطعمة المحتوية على مادة الهستامينHistamine : وهي موجودة في المواد التي تؤكل بعد انتهاء فترة صلاحيتها بزمن طويل مثل السمك الدهني (الموجود في التونة والسردين) والفراولة والطماطم والبرتقال
  • الأطعمة التي تحتوي على مادة التايرامين Tyramine: مثل الجبن والذي يسبب الشقيقة (الصداع النصفي)
  • الأطعمة المحتوية على مادة (المونوصوديوم جلوتاميتMonosodium Glutamate ): وهو ملح يستخدمه سكان جنوب شرق آسيا في أطعمتهم بالذات المعلبات الجاهزة والأطعمة المحفوظة التي تستخدم في تلك البلاد ، بالإضافة إلى الأطعمة التي يتم تحضيرها في المطاعم الصينية ، حيث وجد أن تناول الأطعمة المحتوية علي هذه المادة تسبب ظهور احمرار شديد في الوجه وصداع ومغص في البطن بعد تناول تلك الوجبة بعدة ساعات
  • الأطعمة التي تحتوي على مادة (السلفايت أي السلفاSulphites):
    • حيث توجد هذه المادة في حافظات الطعام والتي تستخدم لحفظ بعض الأغذية مثل التي تستخدم في حفظ السلطات الموجود في بوفيه المطاعم ليتم حفظها بشكل طازج لفترة طويلة
    • كما توجد مادة السلفايت في الخمرة والفواكه المجففة
    • كما أن مادة السلفايت تؤدي إلى تدهور حالة الربو الشعبي
  • الأطعمة التي تحتوي علي مادة (التارترازينTartrazine): وهي مادة ملونة للطعام باللون الأصفر والتي وجد أنها قد تهيج حساسية الجلد والربو الشعبي والارتكاريا و إنتفاخات في الشفتين والجفن والحلق (الودمة الوعائية Angioedema)

بعض الأمراض الوراثية الناتجة عن نقص بعض الأنزيمات المهمة.

التسمم الغذائي الناتج عن تناول أطعمة ملوثة ببكتيريا التسمم الغذائي أو بعض المواد الكيميائية.

احتواء الطعام على مواد مهيجة للجهاز الهضمي كالفواكه الحمضية (كالبرتقال والليمون) والتي قد تسبب ظهور طفح جلدي حول الفم مع حساسية الجلد لدى الأطفال، أو المأكولات الحراقة شديدة الحرارة كالمأكولات المحتوية على الفلفل والبهارات الحارة والتي قد تسبب سيلان الأنف.

ماهي المأكولات المسببة لحساسية الطعام؟

1 – حليب البقر (الحليب الصناعيCow’s  Milk): وهو أهم مسبب للحساسية لدى الأطفال الرضع تحت عمر سنة والسنوات القليلة التالية لها والتي تتناقص مع ازدياد عمر الطفل حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الحساسية ناتجة عن البروتين الموجود في الحليب والذي لا يتأثر بالغلي على النار وبالتالي فهذا النوع من الحليب يسبب حساسية سواء كان مغلياً أو غير مغلي

2 – بياض البيضEgg White: ويقصد به الجزء الأبيض من البيض والمحتوي على البروتين الذي يسبب الحساسية والذي لا يتأثر بالغلي (مثل البروتين الموجود في حليب البقر) مما يعني أنه يسبب الحساسية سواء كان مطبوخاً أو غير مطبوخ

3 – السمك والمأكولات البحرية: وهي ثلاثة أقسام:

  • القسم الأول: المحار وهو من المأكولات الشائعة المسببة (لحساسية الطعام)
  • القسم الثاني: القشريات البحرية ( السرطان، أبو مقص، جراد البحر، برغوث البحر، والجمبري) والتي تسبب حساسية جلدية شديدة والودمة الوعائية Angioedema بشكل إنتفاخات في الشفتين والجفون
  • القسم الثالث: الرخويات البحرية والتي تأتي عادة داخل الصدف مثل (بلح البحر، صدف البحر، والمحار) حيث وجد أن هذه الأنواع تسبب (حساسية الطعام) (والكره والمقت الشديد للطعام) وذلك لأن بعض هذه الرخويات يكون ملوث ببكتيريا تفرز سموماً وتؤدي لاضطرابات في الجهاز الهضمي عند أكلها

4- منتجات القمح: والتي تعتبر أكلة رئيسية عند كثير من الناس ولحسن الحظ أن المادة المسببة للحساسية فيها تتحطم نتيجة إفرازات وإنزيمات الجهاز الهضمي مما يخفف من شدتها وخطورتها (عكس حليب البقر الصناعيCow’s  Milk وبياض البيض اللذان لا يتأثران بشئ)

5- المكسرات: وهي مثل (الكاجو واللوز البجلي والبندق والقعقع) حيث وجد أن هذه المكسرات تسبب (حساسية الطعام) وقد تسبب فرط الحساسية

6- الصويا: وهو أحد أنواع الحبوب المستخدمة بكثرة في الصناعات الغذائية، حيث وجد من خلال الدراسات الطبية الحديثة أنها قد تسبب فرط الحساسية الشديدة

7- الفول السوداني (اللوز)Peanut: والذي يحتوي على مواد تهيج الحساسية بدرجة شديدة (فرط الحساسية)، حيث وجد من خلال  الدراسات الحديثة أن تلك المواد لا تتأثر بالتحميص ولا التسخين مما يعني أنه قد يسبب تلك التفاعلات الشديدة سواءً تم تحميصه أو تسخينه أم لا

    • كما أن تلك المواد موجودة في (زيت الفول السوداني) المستخدم في بعض الأطعمة وبعض مساحيق الزينة والصابون المستخدم للوجه المحتوي عليه
    • إلا أن (زيت الفول السوداني المكرر والمصفى) يعتبر آمن ولا يسبب تلك التفاعلات الشديدة بعكس الزيت الخام للفول السوداني

ماهي أعراض حساسية الطعام؟

  • تظهر أعراض الحساسية خلال دقائق بعد أخذ الوجبة
  • أعراض الجهاز الهضمي هي:
 
 

 

 

أ – الودمة الوعائية Angioedema وهي حساسية الفم والتي تظهر بصورة حكة وإنتفاخات في الشفتين والحلق والتي قد يسبقها أحياناً (فرط الحساسية) والتي تحدث عادة نتيجة (الحساسية المشتركة) ما بين حبوب اللقاح وأنواع مختلفة من الفواكه والخضروات

ب – غثيان ومغص في البطن وتقلصات في الأمعاء وقد يصل الأمر أحياناً إلى (القيء والإسهال) بعد الأكل بسرعة في عدة دقائق

ج – مغص الرضع يعتبر مثال علي حساسية الطعام حيث يظهر الأطفال الرضع أقل من ثلاثة أشهر نتيجة إعطائهم حليب البقر(الحليب الصناعيCow’s Milk ) والذي يسبب حساسية لديهم ويؤدي إلي تحطيم الشعيرات الموجودة على سطح الأمعاء الداخلي مما يسبب نقص امتصاص الأغذية وبالتالي نقص النمو لدى الطفل

  • أعراض الجلد تظهر بشكل:

أ – ارتكاريا حادة تظهر بعد دقائق من أكل الطعام بشكل طفح جلدي مما يسهل على المرضى معرفة سبب ذلك الطفح فيتجنبوه ولا يلجئون  إلى الخدمة الطبية

وقد تحدث نادراً الارتكاريا المزمنة وهي ارتكاريا تظهر على فترات طويلة ولكنها نادراً ما تكون ناتجة عن الطعام

ب – حساسية الجلد لدى الأطفال: حيث لوحظ أن شدة هذه الحساسية تزداد مع زيادة تعرض الطفل لعدد أكبر من المهيجات وبشكل متكرر مما يصعب تشخيص سبب تلك الحساسية. والأطعمة التي تسبب هذا النوع من الحساسية هي مثل البيض والحليب والفول السوداني (اللوز)Peanut  والصويا والقمح ومنتجاته

 
 

 

  • أعرض الجهاز التنفسي هي:

كيفية تشخيص حساسية الطعام

يمكن تشخيص حساسية الطعام بأحد الطرق التالية:

أولاً: التاريخ المرضي والمعلومات الإكلينيكية التي تؤخذ من المريض خلال الكشف عليه حيث يعتبر حجر الزاوية في تشخيص (حساسية الطعام)

ثانياً: الفحص المخبري للدم لوجود (أجسام مضادة) للحساسية، وفحص (اختبار وخز الجلد

  • الفحص المخبري لوجود أجسام مضادة في الدم: يعتبر الفحص الرئيسي (لحساسية الطعام)
  • والفحص المخبري للدم لوجود الحساسية يمكن استخدامه لأي نوع من أنواع الطعام بسهوله
  • لكن عند صعوبة تشخيص الحالة يمكن اللجوء إلى فحص اختبار فحص وخز الجلد
  • يعتبر فحص اختبار الجلد بالوخز أكثر دقة من الفحص المخبري للدم لوجود أجسام مضادة

ثالثاً: (مفكرة الطعامFood Diary ) هي مفكرة تعطى للمريض ليسجل عليها أنواع الطعام التي يتناولها في المنزل وأي أعراض جانبية بعد تناول ذلك الطعام حيث يتم عرض تلك المفكرة على الطبيب في وقت لاحق مما يسهل عليه استنتاج نوعية الطعام الذي له علاقة بالحساسية

رابعاً : فحص (استبعاد الطعام المشتبه فيهElimination Diets ) بعد دراسة مفكرة الطعام يتضح أن هناك نوع معين من الطعام  مشتبه في علاقته (بحساسية الطعام) وعندها يمكن استبعاد ذلك الطعام من وجبات المريض ومراقبة مدى تحسن حالته 

خامساً : فحص تحدي الطعام Food Challenge

  • يتم تعريض المريض لنوع محدد من الطعام وملاحظة الآثار الجانبية عليه بعد التعرض له مباشرة
  • يعتمد هذا الفحص على الفحص السابق وهو (إبعاد الطعام المشتبه فيه) وعند تحسن حالة المريض بعد تجنب ذلك الطعام يمكن استعمال هذا الفحص كنوع من التأكيد على علاقة ذلك الطعام بالحساسية
  • لكن يجب التعامل مع هذه الفحوصات بحذر شديد حيث لا يمكن عملها إلا من قبل جهاز طبي متكامل ومتخصص في هذا المجال وفي مكان لديه جميع الإمكانات الطبية عند حدوث فرط الحساسية (صدمة الحساسية)

ماهو علاج حساسية الطعام؟

  • جميع المرضى الذين لديهم (حساسية الطعام) يجب أن يتم علاجهم تحت إشراف جهاز طبي متخصص في مجال الحساسية كالطبيب المتخصص في الحساسية وأخصائي التغذية والمثقف الصحي المتخصص في الحساسية
  • تجنب الطعام المهيج Avoidance
    • كما يجب ملاحظة أمر هام جدا هو أن تجنب نوع معين من الطعام يؤثر على حياة المريض ويقيد حركته لذا يجب أن لا يتجنب المريض أي طعام إلا إذا كان هناك دليل طبي واضح على حساسية المريض من ذلك الطعام
    • وحتي لو تم التأكد بشكل مؤكد من كون أن طعام معين يهيج الحساسية فانه يجب أن لا يزداد عدد الأطعمة التي يتجنبها المريض عن طعام واحد أو
    • وبالرغم من أن حجر الزاوية في العلاج هو تجنب الطعام المسبب للحساسية إلي أن هذا التجنب أمر صعب وغير سهل
  • أما في حالة حدوث فرط الحساسية فيرجي قراءة مطوية فرط (صدمة الحساسية)
  • أما في المرضى الذين لديهم أعراض جانبية لكنها غير خطيرة ينصح بإرجاع الطعام المسبب للحساسية إليهم بعد عامين كاملين من التوقف بشكل تدريجي
  • من أهم العوامل في العلاج هو (التوعية الصحية المكثفةExtensive Education ) عن الاطعمة البديلة في مرضي حساسية الطعام وهي اطعمة باسماء اخري لنفس الطعام المهيج يجب علي المريض معرفتها حيث تم عملها في مطوية اخري باسم (الاطعمة البديلة في مرضي حساسية الطعام)
  • أما تجنب الطعام في الأطفال المصابين بحساسية الطعام فيجب:

ا – أن لا يتم إلا تحت توجيه مباشر من طبيب متخصص في الحساسية وأخصائي تغذية

ب – ويتم بعد التأكد الكامل من حساسية الطفل لذلك الطعام

ج – ويتم بعد نقاش مستفيض وحوار مع الأم مع مشاركتها في القرار بعد إعطائها جميع البدائل لذلك الطعام

هـ – كل ذلك لأننا نخاف من سوء التغذية في الأطفال التي قد يتعرض لها الطفل لا سمح الله اذا تمت عملية تجنب الطعام بشكل غير مدروس

  • أما تجنب الحليب عند الأطفال حديثي الولادة فهناك نقاط هامة يجب التنبيه لها:

أ – أهم غذاء للأطفال الرضع هو حليب الأم لما له من قيمة غذائية ممتازة كما أنه يرسخ العلاقة النفسية بين الطفل وأمه

ب – لكن معظم الأمهات يعتمدن على الحليب البقري (الصناعيCows Milk ) المجفف الذي يباع في الأسواق وذلك بعد تذويبه في ماء دافئ وإعطائه للطفل داخل رضاعات مع العلم أن معظم تلك الأنواع من الحليب هي أنواع حيوانية

ج – والحليب البقري (الصناعيCow’s Milk ) هو من أهم أسباب (حساسية الطعام) لدى الأطفال

 د – عند التأكد من حساسية الطفل لحليب البقر (الصناعي Cow’s Milk) يجب التنبيه على الأم بتجنب ذلك النوع من الحليب مع إعطائها بدائل طبية متوازنة لا تؤدي إلى سوء التغذية عند ذلك الطفل مثل حليب الصويا أو بعض أنواع الحليب الصناعية الخاصة التي لا تؤدي لحساسية الأطفال (لكن يجب التنبه أن حليب الصويا لا يرتقي للقيمة الغذائية لحليب الأم ولا حليب البقر كما يجب التأكد أولا أن الطفل ليس عنده حساسية من حليب الصويا قبل البدء به)  

 هـ – وفي جميع الأحوال يجب استمرار حليب الأم وعدم قطعه إلا في حالات قليلة فقط يتم فيها إعطاء مدعم غذائي وهو الكالسيوم بدلاً عن حليب الأم

  • أما دور الأدوية في (حساسية الطعام) فهو دور ثانوي ويستخدم غالباً في تخفيف الأعراض الناتجة عن الحساسية مثل الأدوية المضادة للهستامين والتي تخفف أعراض الحساسية كالطفح الجلدي والحكة أو استعمال حاقن الأدرينالين الاوتوماتيكي والذي يتم تعليم المريض على كيفية استخدامه عند حدوث فرط الحساسية إلا أن هذه الأدوية لا تغني إطلاقاً عن تجنب الأطعمة المسببة للمرض

* تنبيه: إن هذه المعلومات لا تغنيك عن استشارة الطبيب, ومن الخطأ الاعتماد عليها فقط.

اتصل بناالمتجرحجز موعدطلب تقرير